في هذا المقطع للقرضاوي، يقول أن الهضيبي كتب “دعاة لا قصاة”، للرد على كتاب سيد قطب الذي بعنوان “معالم في الطريق”. هذه الشهادة يمكن أن تعبر عن تسجيل موقف، وتسجيل الموقف لا يعني الحقيقة، بل يعني محاولة شرح موقفي بصورة تحفظ كرامتي، لا غير.
في مقابلات فريد عبد الخالق -عضو المكتب التأسيسي لجماعة الإخوان، وأحد أعضاء هيئة الإرشاد، رفيق حسن البنا المقرب، وصديق سيد قطب وكان ممن سُجنوا معه من طرف جمال عبد الناصر- يحكي في برنامج شاهد على العصر، شيئا مهما حول علاقة معالم في الطريق بحسن الهضيبي.
في الحلقة التي بعنوان سيد قطب، يقول فريد عبد الخالق أن قطب لما كتب مسودة معالم في الطريق، أرسلها أولا لحسن الهضيبي، ثم أرسلها لي لأعطيه رأيي، فرفضت رفضا قاطعا أن يُنشر هذا الكتاب لأنه سيؤدي لكوارث، فأخبرني أخ سيد قطب أن سيد أرسل المسودة لحسن الهضيبي، فقال له الأخير: كتاب جيد، أنصح بطباعته ونشره.
فأخذ قطب ينصح الهضيبي، ولم يأخذ بنصح فريد عبد الخالق. فالآن لما يرى القرضاوي النتائج السلبية لمعالم في الطريق، مع كونه إخواني، يريد أن يلتف حول نقطة إعادة قراءة الرمز الهضيبي، ثاني مرشد للجماعة، على أساس أن المناهضة لذهنية معالم في الطريق متجذرة في الجماعة.

هذا مع أن الكتاب الذي يتصور القرضاوي أنه مركزي في الجماعة، يحكي محمد هلال -أحد أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًا- أن فؤاد علام كان يبحث في السجن عن نسخة دعاة لا قضاة، فجرى تقديم نسخة مُعدَّلة له بطريقة ما، أما النسخة الأصلية فتم تداولها سرًا بين الجماعة في السجن، دون أن تكشفها مباحث أمن الدولة.

اترك تعليقاً