قواسمٌ مشتركة بين ثوراتٍ ناجحة

د

لوحة فنية لأونوريه دومييه، “الانتفاضة”، 1848 أو بعد ذلك

القاسم المشترك بين كل الثورات، والناجحة بشكل خاص، هو وجود كتاب يمثل بنية نظرية، تدور حوله جل تفرعات التربية السياسية، ثورة التحرير الوطني ١٩٥٤ كان لها بيان أول نوفمبر، كان هنالك كتاب التحضير لأول نوفمبر لبوضياف أيضا، ثورات الربيع الأوروبي ١٨٤٨ التي شارك فيها ماركس، تأسس شق واسع منها على كتابه الشهير، البيان الشيوعي ١٩٤٨.

الثورة الفرنسية قديما رجعت للعقد الاجتماعي، كتاب روسو، ثورة الخميني ١٩٧٩ كان لها كتاب مرجع، كتاب ولاية الفقيه، ثورة ابن سعود، وحتى الدولة السعودية الأولى والثانية، كانت لها مراجع تحدد أيديولوجيتها، كتاب التوحيد، ونحوه من الرسائل النجدية، كانت جلها كتب تحدد سياسة الدرعية تجاه باقي القبائل، الثورة الصينية، كانت أيديولوجيتها مبنية على ما كتبه ماو تسي تونغ، الكتاب الأحمر.

ومع كون الثورة البلشفية قد اتخذت من رأس المال لماركس مرجعا لها، إلا أن كتبًا عدة ظهرت لتؤطر ما قبل الثورة (ما العمل؟) ومرحلة الثورة (الدولة والثورة) (الثورة والمرتد كاوتسكي) (حول التكتيك) وما بعد الثورة (الدولة) وكلها مؤلفات لفلاديمير لينين، وغيرها من الأعمال النظرية الشيء الكثير.

image 2025 01 17 224504151 1
صورة لفلادمير لينين

وحتى عند الكلام عما يصنفه الكثير كثورة، وهو انقلاب جمال عبد الناصر، هنالك كتاب (فلسفة الثورة) من تأليفه، كفاي الذي ألفه هت، مجموع مؤلفات هايدجر، نيتشه، ونحوهم، ومدى مساهماتهم النظرية بنظر حزبه. مختلف مؤلفات ميشيل عفلق بالنسبة لحزب البعث العراقي.

كتاب (حرب التحرير الفيتنامية) لهوشي منه، وهكذا. وحتى ثورات غير تقليدية، كالثورة الصناعية، تأثرت بكثير من الأعمال النظرية، ومساهمة مثل (ثورة الأمم) لآدم سمث لم تكن بالهينة، الثورات الثقافية، والثورات الهوياتية، والثورات الاقتصادية، كلها مرهونة بمدى صلابة الأعمال النظرية المؤسسة لها. لا توجد ثورة بدون نظرية ثورة!

للإشتراك في النشرة البريدية

نشرة البريد

مدونة للمباحثة والنقد ومراجعة الكتب، أوفر خدمات SEO، وخدمات التدقيق اللغوي والتلخيص والتحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *