جاء في واحدة من أحدث الدراسات الأجنبية حول أوغسطين أنَّ “عائلة أوغسطين، وإذ كانت تنتمي إلى الطبقة العليا من المواطنين الرومان، فقد كانت العائلة مرومنة تمامًا وخاضعة بشدَّة للتأثيرات الثقافية الرومانية، خصوصًا أن العائلة كانت تتحدث اللاتينية فقط” 1 النص الأصلي:
“Belonging to the upper crust of roman citizens, the family was entirely Romanized and strongly subject to Roman cultural influences especially as the family spoke only Latin.”
(Marc Grenier, Augustine Looks at Ecclesiastes from Within ‘The City of God’, The American Journal of Biblical Theology, Vol. 24(15), April 14, 2024, p. 4)
بالمناسبة، من يقرأ لأوغسطين، يعرف أنَّه كان يعظِّم الرومان الوافدين، يتحدَّث لغتهم، ويعظِّمها، وفي تعليقه على مقولة بولس (أنا مواطن روماني) التي نقلها معجبًا بها، كان يحيل لها كمعيار مدني ومرجعيَّة محترمة، سواء له أو لسامعيه، يتبنى كل رموزها.
ومن يقرأ لأوغسطين، يعلم أيضًا أنه كان يوبِّخ كلَّ من يهزأ بالأسماء المحليَّة التي يسميها (البونيقيَّة)، أنها هي الأسماء المحليَّة لا غيرها، وهي أسماء الذين هاجروا إلى شمال أفريقيا، وأسسوا موستوطنات في مثل قرطاج.

في رسالة له، وهي رسالة أوغسطين إلى مكسيمس، تحدَّث عن شيء جوهري، كان مكسيمس، يحتقر الأسماء البونيقيَّة، وقد وبَّخه أوغسطين قائلًا: “أنت أفريقي، ونحن نعيش في أفريقيا، ومع ذلك تسخر من الأسماء البونية (الفينيقية)” وهي العبارة التي تشرح إلى أي حيِّز يمكن أن ننسب الأسماء المحليَّة في عصر أوغسطين.
وعند حديثه عن اللغات، يلاحظ أنه علَّق على اللغة اليونانيَّة بمرارة، أنَّه أجبر على تعلُّم الأدب اليوناني، لكن لم يتعلَّم اليونانيَّة، وحرص على تقييد هذا، تقييد ما لم يتعلَّمه من لغات كانت في عصره، وهذا في الاعترافات، أمَّا البونيَّة، فتعلُّمه لها، كان لأنها لغة العوام، لا لغة النُّخبة، وقد كان أسقفًا، وكان ضروريًا أن يتعلَّمها ليخاطب بها العامَّة. إلا أنه هو وعائلته، لم يتحدَّثوا سوى اللاتينية، ولم يتكلم عن غير هذا.
- Marc Grenier, Augustine Looks at Ecclesiastes from Within ‘The City of God’, The American Journal of Biblical Theology, Vol. 24(15), April 14, 2024, p. 4 ↩︎
اترك تعليقاً